السيرة الذاتية

عن دكتور هدير عنتر

قلب نابض بالرحمة وعقل مُلهَم بالعطاء

في عالمٍ يضيق بالضعفاء، اختارت د. هدير عنتر أن تكون أملًا حقيقيًا لكل من ضاقت به الحياة. طبيبة تحمل في قلبها شغف العطاء، جمعت بين العلم والرحمة، وجعلت من رسالتها الإنسانية طريقًا لتأسيس جمعية “روح حياة”.

لم تكن الجمعية بالنسبة لها مجرد فكرة خيرية، بل حلم نابع من إيمان بأن الكرامة حق لكل إنسان، وأن الدعم الحقيقي لا يكتفي بالمساعدة، بل يُشعر المحتاج بأنه ليس وحده. قدمت عبر “روح حياة” نموذجًا إنسانيًا متكاملًا، يرعى الأيتام، ويحتضن الأسر، ويواسي المكلومين، ويمنحهم لمسة حقيقية من الحياة.

اليوم، تُجسد د. هدير عنتر صورة المرأة المصرية الملهمة؛ رائدة في عطائها، أصيلة في إنسانيتها، ومصدر إلهام لكل من يؤمن أن الخير يبدأ من القلب… وينتهي بتغيير حياة.

قلب يرى، وعقل يُنير

عرفت د. هدير عنتر، منذ بداياتها، أن التغيير الحقيقي لا يبدأ من الميزانيات أو الهياكل، بل من القلوب المؤمنة بأن كل إنسان يستحق فرصة جديدة للحياة. من هذه القناعة العميقة، انطلقت برسالة واضحة وثابتة: أن الكرامة الإنسانية لا تُستجدى، بل تُصان، وأن العمل الخيري الحقيقي لا يكتفي بمساعدة مؤقتة، بل يسعى لخلق بيئة حاضنة تُنقذ الأرواح وتُضيء الأرواح.

فأسّست “روح حياة” لتكون أكثر من مجرد جمعية، بل مجتمعًا متكاملًا نابضًا بالرحمة، يعيد للإنسان شعوره بالانتماء، ويمنحه سندًا معنويًا وعمليًا في وجه الظروف القاسية. لم تضع حواجز بين المستفيد والمُعطي، بل أزالت الفوارق، وخلقت جسورًا من المحبة، يُعبرها العطاء دون مقابل أو انتظار شكر.

قدّمت د. هدير رعاية حقيقية للأيتام، ليست فقط في الطعام أو الملبس، بل في الشعور، في المتابعة، في احتواء القلوب الصغيرة التي فقدت الأمان. وجعلت من “روح حياة” بيتًا ثانيًا لهم، يُعيد إليهم الثقة في العالم، ويمنحهم الحنان المفقود.

أما الأسر الفقيرة، فقد تعاملت معها كقصص إنسانية، لا كأرقام. رأت في كل أم مُعيلة رمزًا للكفاح، وفي كل أب عاجز، قلبًا يعتصره الألم. فمدّت لهم يد المساعدة الشاملة، التي لا تقتصر على الغذاء والكساء، بل تشمل العلاج، والتعليم، والدعم المالي والنفسي. لم تكن المساعدات عشوائية، بل مدروسة ومبنية على فهم دقيق لاحتياجات كل أسرة وظروفها الفعلية.

حب الخير ومساندة كل محتاج

عرف الناس د. هدير عنتر من خلال أفعالها قبل كلماتها، ومن حضورها القريب والبسيط قبل أي منصب أو لقب. لم تكن تكتفي بإدارة العمل من بعيد، بل كانت دائمًا في الصفوف الأولى، تستمع وتساند وتشارك المحتاجين تفاصيلهم اليومية. حبها للخير لم يكن مجرد رغبة في المساعدة، بل كان نابعًا من إحساس عميق بالمسؤولية تجاه من لا يجدون من يُنصت إليهم.

بفضل صدقها وحرصها على التعامل الإنساني قبل كل شيء، أحبّها الناس وأحاطوها بثقتهم. رأوا فيها شخصية تعرف كيف تحتضن الألم وتقدّر الظروف دون حكم أو تكلّف. كانت تقف بجانبهم وقت الشدة، وتبحث عن حلول حقيقية، وتحاول دائمًا أن تترك أثرًا طيبًا مهما كانت الإمكانيات بسيطة. هذا القرب، وهذه الروح الصادقة، هما ما جعلا من د. هدير وجهًا مألوفًا ومحبوبًا لدى الكثيرين ممن مروا بتجربة “روح حياة”.

Scroll To Top
Close
Close
Close

My Cart

Shopping cart is empty!

Continue Shopping